الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
أهداه المقوقس صاحب الإسكندرية إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أورده جعفر، وروى بإسناده عن مصعب قال: ثم ولدت مارية بنت شمعون، وهي القبطية التي أهداها المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الإسكندرية، وأهدى معها أختها سيرين وخصيا يقال له: مأبور. وذكر ابن زهير في هذه الترجمة حديث سليمان بن أرقم، عن عروة، عن عائشة قالت: أهديت مارية ومعها ابن عم لها... وذكر الحديث إلى أن قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً ليقتله، فإذا هو ممسوح. أورده جعفر أيضاً، وروى بإسناده عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الطائف مولى لخالته فاختة بنت عمرو بن عائذ بن مخزوم، مخنث، يقال له: ماتع، يدخل على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون في بيوته، لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يفطن لشيء من أمر النساء مما يفطن له الرجال، ولا يرى أن له في ذلك إربة، فسمعه يقول لخالد بن الوليد المخزومي: يا خالد، إن فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف لا تفلتن منك بادية بنت غيلان بن سلمة، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منه: لا أرى هذا الخبيث يفطن لما أسمع منه ! ثم قال لنسائه: لا يدخل هذا عليكن. وروي أن المخنث قال هذا القول لعبد الله بن أبي أمية، أخي أم سلمة. وروى محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم: أن أبا بكر نفى ماتعاً المخنث إلى فدك، ولم يكن بها أحد من المسلمين. أخرجه أبو موسى. مازن بن خيثمة السكوني. أرسله معاذ بن جبل وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شر وقع بين السكاسك والسكون، فأصلح بينهم. روى حديثه إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة، عن جده مازن بذلك. أخرجه الثلاثة. مازن بن الغضوبة الطائي الخطامي، وخطامه بطن من طيئ، وهو جد علي بن حرب بن محمد بن علي بن حبان بن مازن بن الغضوبة الطائي. وخبره في أعلام النبوة من أخبار الكهان، أنبأنا به أبو موسى بن أبي بكر المديني، أنبأنا أحمد بن العباس أبو غالب، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله، عن سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا موسى بن جمهور التنيسي السمسار، حدثنا علي بن حرب، حدثني أبو المنذر هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه، عن عبد الله العماني، عن مازن بن الغضوبة قال: كنت أسدن صنماً يقال له: ناجر، بقرية من أرض عُمان، فعترنا ذات يوم عنده عتيرة- وهي الذبيحة- فسمعت صوتاً من الصنم يقول: يا مازن، اسمع تسر، ظهر خير وبطن شر، بعث نبي من مضر، بدين الله الكبر، فدع نحيتاً من حجر، تسلم من حر سقر. قال مازن: ففزعت لذلك. ثم عترنا بعد أيام عتيرة أخرى، فسمعت صوتاً من الصنم يقول: أقبل إلي أقبل، تسمع ما لا يجهل، هذا نبي مرسل، جاء بحق منزل، آمن به كي تعدل، عن حر نار تشعل، وقودها بالجندل. فقلت: إن هذا لعجب، وإنه لخير يراد بي. فبينا نحن كذلك، إذ قدم رجل من أهل الحجاز، فقلنا له: ما وراءك? فقال: ظهر رجل يقال له أحمد يقول لمن أتاه: أجيبوا داعي الله. فقلت: هذا نبأ ما سمعت. فثرت إلى الصنم فكسرته، وركبت راحلتي، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت... وذكر الحديث. وفي خبره قال: قلت: يا رسول الله، إني من خطامة طيئ، وإني لمولع بالطرب وشرب الخمر والنساء، فيذهب مالي ولا أحمد حالي، فادع الله أن يهب لي ولداً. فدعا لي. فأذهب الله عني ما كنت أجد، وتزوجت أربع حرائر، ورزقت الولد، وحفظت شطر القرآن، وحججت حججاً، وأنشد يقول: الطويل لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى ** فيغفر لي ربّي فأرجع بالـفـلـج
إلي معشرٍ جانبت في اللّه دينـهـم ** فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجي
فبدّلني بالخمـر أمـنـاً وخـشـيةً ** وبالعهر إحصاناً فحصّن لي فرجي
فأصبحت همّي في الجهاد ونيّتـي ** فللّه ما صومي وللّه ما حـجّـي أخرجه الثلاثة. ماعز التّميمي. سكن البصرة. روى وه ب بن خالد، عن الجريري، عن حيان بن عمير، عن ماعز: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله: أي الأعمال أفضل? قال: إيمان بالله وحده، وجهاد في سبيله. ورواه شعبة، عن الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن ماعز. أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي مسعود- يعني الجريري- عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن ماعز: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل ? قال: إيمان بالله، ثم الجهاد، ثم حجة مبرورة تفضل سائر العمل، كما بين مطلع الشمس ومغربها. أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر لم ينسبه، بل قال: لا أقف على نسبه. وروى أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل ?. ماعز، أبو عبد الله بن ماعز. قيل: إنه المتقدم. روى عنه ابنه عبد الله. يعد في أهل البصرة. روى حديثه أحمد بن إسحاق بن صالح، عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن الهنيد بن القاسم، عن الجعيد بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن ماعز حدثه؛ أن ماعزاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً: إن ماعزاً أسلم آخر قومه، وإنه لا يجني عليه إلا باه. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. ماعز بن مالك الأسلمي. هو الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف بالزنى، فرجمه. روى حديث رجمه ابن عباس، وبريدة وأبو هريرة. قاله ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو عمر: ماعز بن مالك الأسلمي. معدود في المدنيين، كتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً بإسلام قومه، وهو الذي اعترف بالزنى فرجمه روى عنه ابنه عبد الله حديثاً واحداً. أنبأنا أبو بكر مسمار بن عمر بن العويس البغدادي وغيره، أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، أنبأنا أبو القاسم الأنماطي، أنبأنا المخلص، أنبأنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا أبو يوسف القاضي، حدثنا أبو حنيفة، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم فأقر بالزنا، فرده ثم عاد فأقر بالزنا، فرده فلما كان في الرابعة سأل عنه قومه: هل تنكرون من عقله شيئاً ? قالوا: لا. فأمر به فرجم. أخرجه الثلاثة. فابن منده وأبو نعيم جعلا ماعزاً ثلاث تراجم، وقالا في الثاني- الذي هو ماعز أبو عبد الله- قيل: هو الأول. وأما أبو عمر فجعل ماعز بن مالك المرجوم هو ماعز أبو عبد الله، وقال في ترجمة ماعز بن مالك التميمي: ماعز، رجل آخر، لا أقف على نسبه، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل. والله أعلم. ماعز بن مجالد بن ثور البكائي. يرد نسبه عند ذكر أبيه. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قاله ابن الكلبي. مالك بن أحمر. أنبأنا أبو موسى إذناً، أنبأنا أبو الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا سليمان بن أحمد في الأوسط، حدثنا محمد بن هارون بن بكار بن بلال، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن منصور الجذامي، عن جده مالك بن أحمر: أنه لما بلغه قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفد إليه، فقبل إسلامه، وسأله أن يكتب له كتاباً يدعو به إلى الإسلام. فكتب له في رقعة من أدم: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لمالك بن أحمر ولمن اتبعه من المسلمين، أماناً لهم، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة واتبعوا المسلمين، وجانبوا المشركين، وأدوا الخمس من المغنم وسهم الغارمين وسهم كذا وكذا، فهم آمنون بأمان الله عز وجل، وأمان محمد رسول الله". ورواه يزيد بن عبد ربه- أو ابن عبد الله- الحمصي، عن الوليد: حدثني سعيد بن منصور بن محرز بن مالك بن أحمر العوفي، ثم الجذامي- أو: الحزامي- ، عن جده: أنه لما بلغه مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ومكانه بها، وفد إليه وذكر الحديث. أخرجه أبو عمر وأبو موسى. مالك بن أخيمر الباهلي- ويقال: أخامر- والصحيح أخيمر. روى عنه أبو رزين الباهلي، أنبأنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بإسناده عن ابن أبي عاصم، حدثنا دحيم، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا موسى بن يعقوب، عن أبي رزين الباهلي، عن مالك بن أخيمر الباهليل أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله لا يقبل من الصقور صرفاً ولا عدلاً. قيل يا رسول الله، ومن الصقور ? قال: الذي لا يبالي من دخل على أهل. أخرجه الثلاثة. وقال أبو عمر: حديثه مرسل، لأنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. توفي أيام عبد الملك بن مروان. وقد رأيته في عدة نسخ صحاح بالاستيعاب لأبي عمر، فقال: أخيمر بالخاء المعجمة، وفي حاشية أحدها مكتوب بالخاء المعجمة أيضاً. أخرجه الثلاثة. مالك بن أزهر- وقيل: ابن أبي أزهر. وقيل: ابن زاهر- أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ينقي باطن قدميه. أخرجه الثلاثة، وإنما أبو عمر قال: مالك بن زاهر، بتقديم الزاي على الألف لا غير، والأول أكثر. مالك الأشجعي. يأتي ذكره في مالك بن عوف الأشجعي، إن شاء الله تعالى. أخرجه أبو موسى، وذكر له الحديث الذي نذكره في مالك بن عوف. مالك الأشعري- أو: ابن مالك. قال أبو موسى: ذكره عبدان، قال: وأظنه أبو مالك. روى أبو المنهال، عن شهر بن حوشب قال: كان منا- معشر الأشعريين- رجل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه، وأنه أتانا فقال: إنما أتيتكم لأعلمكم وأصلي بكم، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، وإنا اجتمعنا إليه، وإنه دعا بجفنة عظيمة، فجعل فيهما من الماء، ودعا بإناء صغير فجعل يفرغ بالإناء الصغير على أيدينا، حتى أنقى أيدينا... وذكر الحديث. أخرجه أبو موسى كذا. مالك بن أمية بن عمرو السلمي. من حلفاء بني أسد بن خزيمة. شهد بدراً، واستشهد يوم اليمامة. أخرجه أبو عمر مختصراً، ونسبه هكذا، فقال: مالك بن أمية بن عمرو. والذي أنبأنا به أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من حلفاء بني كثير بن دودان بن أسد: ثقف بن عمرو وأخواه مدلج ومالك ابنا عمرو وهم من بني حجر إلى بني سليم. وأظنه هذا، والله أعلم. مالك الأنصاري. روى حديثه عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن مالك- رجل من الأنصار- أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: أعطوا المجالس حقها. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: لا يعرف. مالك بن أوس بن الحدثان بن الحارث بن عوف بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، أبو سعد، ويقال: أبو سعيد النصري. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأحمد بن صالح المصري في الصحابة. روى أنس بن عياض، عن سلمة بن وردان، عن مالك بن أوس: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت. وهذا وهم، والصواب أنس بن مالك. رواه ابن أبي فديك، عن سلمة، عن أنس بن مالك. وذكر الواقدي: أن مالك بن أوس ركب الخيل في الجاهلية. وذكر ذلك غير الواقدي. وقال سلمة بن وردان: رأيت أنس بن مالك، ومالك بن أوس بن الحدثان، وسلمة بن الأكوع، وعبد الرحمن بن أشيم، وكلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم لا يغيرون الشيب. ولا تعرف له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما روايته عن عمر بن الخطاب فأشهر من أن تذكر. روى عن العشرة المهاجرين، وعن العباس رضي الله عنهم. وروى عنه محمد بن جبير بن مطعم والزهري، وابن المنكدر، وغيرهم. وشهد مع عمر بن الخطاب فتح بيت المقدس، وتوفي مالك بالمدينة سنة اثنتين وتسعين. أخرجه الثلاثة. مالك بن أوس بن عبد الله بن جحر الأسلمي. مختلف في صحبته. قيل: إن الصحبة لأبيه. وهو الصحيح. روى إياس بن مالك بن أوس الأسلمي، عن أبيه قال: لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه مروا بالجحفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لمن هذه الإبل ? قال: لرجل من أسلم. فالتفت إلى أبي بكر فقال: سلمت إن شاء الله. فقال: وما اسمك ? قال: مسعود. فالتفت إلى أبي بكر وقال: سعدت إن شاء الله عز وجل. فأتاه أبي فحمله على جمل. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. جحر: بفتح الجيم والحاء. وقيل: بضم الحاء، وسكون الجيم. مالك بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. وزعوراء هو أخو عبد الأشهل وهم من ساكني راتج من المدينة. شهد مالك أخو، والخندق وما بعدهما من المشاهد. وقتل هو وأخوه عمير يوم اليمامة شهيدين. أخرجه أبو عمر. مالك بن إياس الأنصاري الخزرجي. قتل يوم أحد شهيداً، ولم يذكره ابن إسحاق. أخرجه أبو عمر مختصراً. مالك بن أيفع بن كرب الهمداني الناعظي. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان، وناعظ هو: ربيعة بن مرثد، بطن من همدان، منهم: مجالد بن سعيد الذي يحدث عن الشعبي. أخرجه أبو عمر مختصراً. مالك ابن بحينة. روى حديثه حماد بن سلمة، عن سعد بن إبراهيم، عن حفص بن عاصم، عن مالك ابن بحينة قال: أقيمت صلاة الفجر، فقام رجل يصلي ركعتين، فأتى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولاث به الناس، وقال: أتصليها أربعاً ?!. هكذا رواه شعبة وأبو عوانة وغيرهما، عن سعد بن إبراهيم. ورواه يونس بن محمد المؤدب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة، عن أبيه، نحوه. والمشهور: عن عبد الله بن مالك ابن بحينة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصحيح: أنبأنا أبو الفرج يحيى بن محمود بإسناده، عن مسلم بن الحجاج: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة: أن رسول الله مر برجل يصلي... وذكر نحوه- قال مسلم: قال القعنبي: عبد الله بن مالك ابن بحينة، عن أبيه، قال: وقوله في هذا الحديث عن أبيه خطأ. أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: هو مالك بن القشب الأزدي، والد عبد الله بن مالك ابن بحينة، وبحينة أمه، وهي من بني المطلب بن عبد مناف، إلا أن منهم من يقول: إن بحينة أم ابنه عبد الله. ولعبد الله بن مالك ولأبيه مالك صحبة، وتوفي ابن بحينة أيام معاوية. مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي. أورده ابن شاهين في الصحابة. روى أبو معشر نجيح، عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب القرظي والمقبري، عن أبي هريرة قال: قال مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي: يا رسول الله، ألست أفضل قومي ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان لك عقل فلك فضل، وإن كان لك خلق فلك مروءة، وإن كان لك مال فلك حسب، وإن كان لك دين فلك تقى. أو قال: إن كان لك تقى فلك دين. أخرجه أبو موسى، وقيل فيه: مالك بن عمرو بن مالك بن برهة. فيكون قد سقط. ها هنا بعض النسب، ونذكره هناك إن شاء الله تعالى. مالك بن التيهان بن مالك بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو- وهو النبيت- بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. وقيل: إنه بلوي، من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وحلفه في بني عبد الأشهل. وكان أحد الستة الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما لقيه الأنصار. وشهد العقبة الأولى والثانية، وهو أول من بايعه ليلة العقبة، في قول بني عبد الأشهل. وقال بنو النجار: أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة. وقال بنو سلمة: أول من بايعه كعب بن مالك. وقيل: أول من بايعه ليلة العقبة البراء بن معرور. وكان مالك نقيب بني عبد الأشهل هو وأسيد بن حضير. وشهد بدراً، وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالمدينة في خلافة عمر سنة عشرين. وقيل: سنة إحدى وعشرين، وقيل: بل قتل بصفين مع علي سنة سبع وثلاثين. وقيل: شهد صفين مع علي ومات بعدها بيسير. وقال الأصمعي: إنه مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليس بشيء. أنبأنا أحمد بن عثمان بن أبي علي والحسن بن توحن الباوري قالا: أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن النيلي الأصفهاني، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن منصور الخليلي البلخي، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد الخزاعي، أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي، أنبأنا أبو عيسى الترمذي: حدثنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شيبان أبو معاوية، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة لم يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر ? قال: خرجت للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والنظر في وجهه، والسلام عليه. فلم يلبث أن جاء عمر فقال: ما جاء بك يا عمر ? قال: الجوع يا رسول الله ! قال النبي صلى الله عليه وسلم: قد وجدت بعض ذلك. فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري، وكان رجلاً كثير النخل والشاء، ولم يكن له خادم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبك ? فقالت: انطلق ليستعذب الماء. فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها، فوضعها ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه. ثم انطلق بهم إلى حديقة، فبسط لهم بساطاً، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا تنقنيت لنا من رطبه وبسره ? فقال: يا رسول الله، إني أردت أن تختاروا- أو: تخيروا- من رطبه وبسره. فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا والذي نفسي بيده النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة: ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد ... وذكر الحديث. أخرجه الثلاثة. مالك بن ثابت الأنصاري. من بني النبيت، والنبيت، هو: عمرو بن مالك بن الأوس. قتل يوم بئر معونة مع أخيه سفيان بن ثابت. ذكر ذلك الواقدي. أخرجه أبو موسى. مالك بن ثعلبة. قال أبو موسى. وجدت على ظهر جزء من أمالي أبي عبد الله بن مندة، وقد روى فيه بإسناده عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن جابر بن عبد الله قال: كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يقال له: مالك بن ثعلبة الأنصاري، ولم يكن بالمدينة شاب أغنى منه، فمر بالنبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية: مالك بن أبي ثعلبة. حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في سيل مهزور: أن الماء يحبس إلى الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل. روى عنه محمد بن إسحاق. قال جعفر: أورده يحيى بن يونس- قال: وهذا حديث مرسل، ومالك بن أبي ثعلبة لا صحبة له بيقين؛ لأن ابن إسحاق لم يلق أحداً من الصحابة، إنما روايته عن التابعين فمن دونهم. أخرجه أبو موسى. مالك بن جبير بن حبال بن ربيعة بن دعبل الأسلمي. تقدم نسبه عند ذكر عمه الحارث بن حبال. شهد الحديبية. قاله ابن الكلبي. مالك بن الحارث الذهلي. ينسب إلى ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الربعي البكري ثم الذهلي، يلقب خمخام. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعقبه بهراة، وكان وفوده مع وفد من بكر بن وائل، منهم: فرات بن حيان، وبشير بن الخصاصية وغيرهما. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. مالك بن الحارث العامري. أنبأنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا هشيم، عن علي بن زيد، عن زرارة بن أوفى، عن مالك بن الحارث- رجل منهم- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من ضم يتيماً من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه، وجبت له الجنة البتة. ومن أعتق أمرأً مسلماً كان فكاكه من النار، يجزى بكل عضو منه عضواً منه. رواه شعبة، عن علي بن زيد، عن عمه مالك، أو أبي بن مالك. وقيل: مالك بن عمرو، أو عمرو بن مالك.. وفيه اختلاف كثير. وقد ذكرناه في مالك بن عمرو السلمي. أخرجه أبو موسى. مالك بن الحارث. ذكر ابن منيع، عن محمد بن ميمون الخياط، عن ابن عيينة، عن زكريا، عن الشعبي- ووهم فيه- وصوابه: الحارث بن مالك. وقد ذكر هناك. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. مالك بن الحارث. روى حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحارث قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ستة، فأقمنا معه نحو عشرين ليلة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً، فقال: لو رجعتم إلى بلادكم فعلمتموهم وأمرتموهم أن يصلوا صلاة كذا في حين كذا... وذكر الحديث. ومالك هذا هو ابن الحويرث. ونذكره في موضعه إن شاء الله تعالى، إلا أن أبا موسى أخرجه ها هنا، وليس بصحيح، إنما الصواب الحويرث. مالك بن حارثة. قال أبو موسى: هو أخو أسماء بن حارثة، له ذكر في ترجمة أخيه، لم يزد على هذا. حارثة: بالحاء المهملة. مالك بن حسل. قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه في قصة الهجرة، روى عنه عبد الله الأشعري. مالك بن الحسن. قال جعفر: أخرجه يحيى بن يونس، ولا أحسب له صحبة. روى الحسن بن علي الحلواني، عن عمران بن أبان، عن مالك بن الحسن بن مالك، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم رقي المنبر، فأتاه جبريل فقال: يا محمد، قل: آمين. فقال: آمين. ثم رقي عتبة، فقال: يا محمد، قل: آمين. فقال: آمين. ثم رقي عتبة أخرى فقال: يا محمد، قل: آمين. فقال: آمين. قال: "مَنْ أَدرَكَ أَبَواهُ أَوْ أَحَدَاهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَه". فقلت: آمين. فقال: "وَمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَه". قلت: آمين. قال: "وَمَنْ ذَكِرْتَ عِنْدَه فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَأَبْعَدَهُ اللَه". قلت: آمين. أخرجه أبو موسى. مالك بن ذي حماية. حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل من بعض أسفاره، فقال: أسرعوا بنا إلى بنات الأقوام. قال جعفر: أخرجه يحيى بن يونس، وهذا مرسل. وهو ابن يزيد بن ذي حماية، يروي عن عائشة. روى عنه أبو بكر بن أبي مريم. وقال ابن ماكولا: وأما حماية، بكسر الحاء، وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها، فهو: أبو شرحبيل مالك بن ذي حماية، يحدث عن معاوية بن أبي سفيان. روى عنه صفوان بن عمرو. وذكره أحمد بن محمد بن عيسى في تاريخ الحمصيين. أخرجه أبو موسى. مالك بن حمرة بن أيفع بن كرب الهمداني الناعطي. أسلم هو وعماه عمرو، ومالك ابنا أيفع. وناعط هو ربيعة بن مرثد، منهم: مجالد بن سعيد، وعامر بن شهر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو عمر: حمرة: بضم الحاء المهملة، وتسكين الميم، وبالراء. مالك بن الحويرث بن أشيم الليثي يختلفون في نسبه إلى ليث، فقال شباب: مالك بن الحويرث بن حسيس بن عوف بن جندع- قال: وأخبرني بعض بني ليث أنه مالك بن الحويرث بن أشيم بن زبالة بن حسيس بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث. ولم يختلفوا في أنه من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، يكنى أبا سليمان، ويقال فيه: مالك بن الحارث. وقال شعبة: مالك بن حويرثة. وهو من أهل البصرة، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في شببة من قومه، فعلمهم الصلاة، وأمرهم بتعليم قومهم إذا رجعوا إليهم. روى عنه أبو قلابة، ونصر بن عاصم، وسوار الجرمي. أنبأنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بإسناده إلى أبي داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع. وله أحاديث غير هذا، وتوفي بالبصرة سنة أربع وتسعين. أخرجه الثلاثة. حسيس: بفتح الحاء المهملة، وبالسينين المهملتين- وقيل: بخاء معجمة مضمومة، وشينين معجمتين- وقيل: اوله جيم، والله أعلم. مالك بن حيدة القشيري. يرد نسبه عند ذكر أخيه معاوية. أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عفان، عن حماد بن سلمة، عن أبي قزعة سويد بن حجير الباهلي، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه: أن أخاه مالكاً قال: يا معاوية، إن محمداً قد أخذ جيراني، فانطلق إليه، فإنه قد عرفك ولم يعرفني، وكلمك فانطلقت معه فقال: دع لي جيراني. فإنهم قد كانوا أسلموا. فأعرض عنه، ثم أطلق له جيرانه. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. مالك بن الخشخاش العنبري، أخو عبيد وقيس. روى حصين بن أبي الحر أن أباه مالكاً وعميه قيساً وعبيداً، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوا إليه رجلاً من بني عمهم، فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتاب أمان، وقد تقدم في عبيد بن الخشخاش. أخرجه الثلاثة. الخشخاش: بالخاءين، والشينين المعجمات. مالك بن خلف بن عمرو بن دارم بن أسلم بن أفصى، أخو النعمان. كانا طليعتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد، وقتلا يومئذ شهيدين، ودفنا في قبر واحد. أخرجه أبو موسى، ونسبه هكذا، وقد أسقط منه، والذي ذكره ابن حبيب وابن الكلبي أنهما ابنا خلف بن عوف بن دارم بن عمرو بن وائلة بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن حارثة. مالك بن أبي خولي بن عمرو بن خيثمة بن الحارث بن معاوية بن عوف بن سعيد بن جعفي الجعفي، حليف بني عدي بن كعب. هكذا نسبه ابن إسحاق وغيره إلى جعفي بن مذحج ونسبه ابن سلام وابن هشام إلى: عجل بن لجيم، فقال: عجلي. وهو وهم، والصواب أنه جعفي، وقد تقدم نسبه مستقصى في أخيه خولي. شهد بدراً، وهو من حلفاء بني عدي بن كعب. وقال ابن إسحاق: لا عقب لهما. أخرجه الثلاثة. مالك بن الدخشم بن مالك بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف. وقيل: مالك بن الدخشم بن مالك بن الدخشم بن مرضخة بن غنم. شهد العقبة في قول ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، والواقدي. وقال أبو معشر: لم يشهد مالك العقبة. وقد روي عن الواقدي أيضاً أنه لم يشهدها. وشهد بدراً في قول الجميع، وهو الذي أسر يوم بدر سهيل بن عمرو. وكان يتهم بالنفاق وهو الذي قال فيه عتبان بن مالك لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه منافق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يشهد أن لا إله إلا الله ? فقال: بلى، ولا شهادة له. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يصلي ? قال: بلى، ولا صلاة له. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولئك الذين نهاني الله عنهم. ولا يصح عنه النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه. وهو الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرق مسجد الضرار هو ومعن بن عدي. أخرجه الثلاثة. مالك بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي ثم الزرقي، أخو رفاعة بن رافع. شهد مالك هذا بدراً مع أخويه: خلاد، ورفاعة ابني رافع. روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو جالس، إذ نظر فإذا رجل يصلي فركع، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القوم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل... الحديث. أخرجه الثلاثة. مالك بن ربيعة بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، أبو أسيد الساعدي. وقال ابن هشام، عن ابن إسحاق: البدن، بالباء الموحدة والنون، وهكذا قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب. وقد رواه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى، عن الزهري فقال: البدي، بالياء، فصحف فيه، وإنما الصحيح عن ابن عقبة: بالنون. وهو أنصاري خزرجي، ثم من بني ساعدة، وهو مشهور بكنيته. شهد بدراً وأُحداً، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله محمد بن إسحاق وغيره، وعمي قبل أن يقتل عثمان. أنبأنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن بعض بني ساعدة قال: سمعت أبا أسيد مالك بن ربيعة بعد أن أصيب بصره يقول: لو كنت معكم اليوم ببدر لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة، لا أتمارى ولا أشك. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه من الصحابة أنس بن مالك، وسهل بن سعد، وله أحاديث. أنبأنا الخطيب عبد الله بن أبي نصر بإسناده إلى أبي داود: حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن أبي أُسيد الساعدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير وتوفي أبو أُسيد سنة ثلاثين، قاله الواقدي وخليفة. وقال المدائني: توفي أبو أُسيد سنة ستين في العام الذي توفي فيه معاوية. قال ابن منده: توفي سنة ستين، ويقال: توفي سنة خمس وستين، قيل: كان عمره خمساً وسبعين سنة، قال أبو نعيم: ذكر بعض المتأخرين- يعني ابن منده- أنه توفي سنة ستين، وهو وهم. أخرجه الثلاثة. مالك بن ربيعة السلولي، يكنى أبا مريم. وهو من ولد مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، أخي عامر بن صعصعة، نسب أولاد مرة إلى أمهم سلول بنت ذهل بن سيبان بن ثعلبة. وهو والد يزيد بن أبي مريم. شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة، وعداده في الكوفيين. أنبأنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا سريج ابن النعمان، حدثني أوس بن عبد الله أبو مقاتل السلولي، حدثني يزيد بن أبي مريم، عن أبيه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اغفر للمحلقين. قاله له رجل: يا رسول الله، والمقصرين ? ثلاث مرات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والمقصرين. ثم قال: وأنا يومئذ محلوق الرأس، فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم. وهو أحد الشهود أن زياداً هو ابن أبي سفيان. وقد استوفينا هذه القصة في الكامل في التاريخ. أخرجه الثلاثة. مالك الرؤاسي. روى سفيان بن وكيع بن الجراح، عن أبيه، عن طارق بن علقمة بن مددي، عن عمرو بن مالك الرؤاسي، عن أبيه: أنه أغار هو وقوم من بني كلاب على قوم من بني أسد، فقتلوا منهم، وعبثوا بالنساء. فبلغ ذلك النبي فدعا صلى الله عليه وسلم عليهم ولعنهم، فبلغ ذلك مالكاً، فغل يده، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرض عني رضي الله عنك. فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ففعل ذلك ثلاث مرات، قال: فوالله إن الرب ليترضى فيرضى- قال: فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه- فقال: ندمت على ما صنعت واستغفرت منه. فرضي عنه وقال: اللهم تب عليه وارض عنه. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو موسى وقال: أورده يحيى- يعني ابن منده- وقد أورد جده. مالك بن زاهر. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: مالك بن أزهر. وقد تقدم ذكره. أخرجه ها هنا أبو عمر. مالك بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري. كان قديم الإسلام. هاجر إلى أرض الحبشة معه امرأته: عمرة بنت السعدي العامرية. وهو أخو سودة بنت زمعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو عمر. مالك، أبو السائب الثقفي، جد عطاء بن السائب. روى عبيد الله بن تمام القرشي، عن محمد بن تمام، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقن عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله، دخل الجنة. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى. مالك بن سعد مجهول، عداده في أعراب البصرة. روى عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن مليكة بنت الحارث المالكية، من بني مالك بن سعد قالت: حدثتني أمي، عن جدي مالك بن سعد: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى الصبح في جماعة، فكأنما قام ليله. وسألته عن المسح على الخفين فقال: ثلاثة أيام للمسافر، ويوم وليلة للمقيم. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. مالك، أبو السمح، خادم النبي صلى الله عليه وسلم. سماه يحيى بن يونس فيما حكاه جعفر عنه، وقال الحاكم أبو أحمد النيسابوري: ضل أبو السمح، ولا ندري أين مات ? ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى. أخرجه أبو موسى. مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر- والأبجر هو: خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الخدري، والد أبي سعيد الخدري. قتل يوم أُحد شهيداً، قتله عراب بن سفيان الكناني. روى أبو سعيد الخدري قال: أصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستقبله مالك بن سنان- يعني أباه- فمسح الدم عن رسول الله، ثم ازدرده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن ينظر إلى من خالط دمي دمه، فلينظر إلى مالك بن سنان. وطوي مالك بن سنان ثلاثاً، ولم يسأل أحداً شيئاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر إلى العفيف المسألة، فلينظر إلى مالك بن سنان. مالك بن سنان بن مالك النمري، أخو صهيب بن سنان. ذكره الأسدي مستدركاً على أبي عمر. مالك بن صعصعة الأنصاري الخزرجي ثم المازني، من بني مازن بن النجار. أنبأنا يحيى بن محمود بإسناده إلى أبي الحسين مسلم بن الحجاج قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة- رجل من قومه- قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلاً يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين: فأتيت فانطلق بي، فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم، فشرح صدري إلى كذا وكذا- قال قتادة: فقلت للذي معي: ما يعني? قال: إلى أسفل بطنه- فأستخرج قلبي، فغسل بماء زمزم، ثم أعيد مكانه، ثم حشي إيماناً وحكمةً، ثم أتيت بدابة أبيض، يقال له: البراق، فوق الحمار ودون البغل، يقع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا، فاستفتح جبريل فقيل له: من هذا ? قال: جبريل. قيل: ومن معك ? قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه ? قال: نعم. قال: ففتح لنا وقالوا: مرحباً، ولنعم المجيء جاء ! قال: فأتينا على آدم... وذكر الحديث بقصته، وذكر أنه لقي في السماء الثانية عيسى ويحيى، وفي الثالثة يوسف، وفي الرابعة إدريس، وفي الخامسة هارون، ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء السادسة، فأتيت موسى فسلمت عليه، فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. فلما جاوزته بكى، فنودي: ما يبكيك ? قال: رب، هذا غلام بعثته بعدي، يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي ! قال: ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء السابعة، وأتيت على إبراهيم- فقال في الحديث: وحدث نبي الله أنه رأى أربعة أنهار، يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان، فقلت: يا جبريل، ما هذه الأنهار ? قال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ثم رفع لي البيت المغمور، فقلت: يا جبريل، ما هذا ? قال: هذا البيت المغمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم، ثم أتيت بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن، فعرضا علي، فاخترت اللبن، فقيل: أصبت، أصاب الله بك أمتك على الفطرة. ثم فرضت علي كل يوم خمسون صلاةً. ثم ذكر قصتها إلى آخر الحديث. أخرجه الثلاثة. مالك بن ضمرة الضمري. نزل الكوفة.. روى فصيل بن مرزوق، عن جبلة بنت المصفح قالت: أوصى عمي مالك بن ضمرة بسلاحه للمهاجرين من بني ضمرة، إلا أنه لا يقاتل به أهل بيت النبوة. ومات في زمن معاوية، وكانت جبلة قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. مالك بن طلحة. قال جعفر: أخرجه علي بن المديني في الصحابة. أخرجه أبو موسى مختصراً. مالك بن عامر، أبو عطية الوادعي. تابعي من أهل الكوفة، إلا أنه قيل: قد أدرك الجاهلية. أخرجه أبو موسى مختصراً. مالك بن عامر بن هانئ بن خفاف. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال شعراً يدل على وفادته: المتقارب وذكر في هذه القصيدة أيامه في القادسية وفتح العراق، وهو أول من عبر دجلة يوم المدائن، وقال في ذلك مرتجزاً: الرجز امضوا فإنّ البحر بحرٌ مأمور ** لأوّل القاطع منكم مأجور قد خاب كسرى وأبوه سابور ما تصنعون والحديث مأثور ثم شهد صفين مع علي، وكان ابنه سعد بن مالك من أشراف أهل العراق. قاله الغساني مستدركاً على أبي عمر. مالك بن عبادة. وقيل: ابن عبد الله. أبو موسى الغافقي، وغافق هو ابن العاص بن عمرو بن مازن بن الأزد بن الغوث. مصري، وقيل: شامي. له صحبة. أنبأنا يحيى بن محمود بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا عبد الغفار بن داود الحراني، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون الحضرمي عن أبي وداعة الحميدي قال: كنت إلى جنب مالك بن عبادة أبي موسى الغافقي، وعقبة بن عامر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو موسى: إن صاحبكم لحافظ- أو: هالك- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا في حجة الوداع فقال: عليكم بالقرآن، فإنكم ترجعون إلى قوم يشتهون الحديث، فمن عقل شيئاً فليحدث به، ومن افترى علي فليتبوأ مقعده من النار. ومات سنة ثمان وخمسين. أخرجه الثلاثة. مالك بن عبادة الهمداني. قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد همدان، مع مالك بن مرة وعقبة بن نمر، فأسلموا. أخرجه أبو عمر. مالك بن عبد الله الأوسي. قال أبو موسى: قال جعفر: له صحبة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا زنت الأمة ولم تحصن فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها... الحديث. كذا رواه يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن شبل بن حامد، عن مالك بن عبد الله الأوسي. وقد اختلف على ابن شهاب فيه، فرواه مالك عنه، عن عبيد الله، عن أبي هبيرة وزيد بن خالد، ووافقه معمر. وقال عقيل: عن ابن شهاب، عن عبيد الله، عن شبل بن خليد المزني، عن مالك بن عبد الله الأوسي. وقال الزبيدي مثله، إلا أنه قال: عبد الله بن مالك. قال ابن المديني: الحديث حديث عقيل. وقال أبو عمر: الصواب فيه عند أكثر أهل الحديث رواية يونس عن ابن شهاب. أخرجه أبو عمر وأبو موسى. مالك بن عبد الله بن خيبري بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن مسلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن سلامان بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ الطائي. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ابناه مروان وإياس شاعرين. قاله ابن الكلبي. مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن عمرو بن وهب بن الأُقيصر بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن بشر بن وهب بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل- وهو خثعم- أبو حكيم الخثعمي. من أهل فلسطين، له صحبة. أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا وكيع، عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن ليث بن المتوكل، عن مالك بن عبد الله الخثعمي- وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمهما الله على النار. كذا رواه وكيع. والصواب: المتوكل بن الليث. ومالك لم يسمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم، إنما رواه عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكرناه في كتاب الجهاد مستقصى. وكان مالك أميراً على الجيوش في غزوة الروم أربعين سنة، أيام معاوية وقبلها، وأيام يزيد، وأيام عبد الملك بن مروان. ولما مات كسر على قبره أربعون لواءً، لكل سنة غزاها لواء. وكان صالحاً كثير الصلاة بالليل، وقيل: لم يكن له صحبة، وإنما كان من التابعين، والله أعلم. أنبأنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إذناً قال: أنبأنا أبي، أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، حدثنا عبد العزيز الكناني، حدثنا أبو محمد بن أبي نصر، حدثنا أبو القاسم بن أبي اللقب، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن عائذ قال: قال محمد بن شعيب: حدثنا نصر بن حبيب السلامي قال: كتب معاوية إلى مالك بن عبد الله الخثعمي وعبد الله بن قيس الفزاري يصطفيان له من الخمس، فأما عبد الله فأنفذ كتابه، وأما مالك فلم ينفذه. فلما قدم على معاوية بدأه بالإذن وفضله. فقال له عبد الله: أنفذت كتابك ولم ينفذه، فبدأته بالإذن وفضلته في الجائزة ?! قال: إن مالكاً عصاني وأطاع الله، وإنك أطعتني وعصيت الله ! فلما دخل عليه مالك قال: ما منعك أن تنفذ كتابي ? قال مالك: أقبح بك وبي أن نكون في زاوية من زوايا جهنم، تلعنني وألعنك، وتقول: هذا عملك. وأقول: هذا عملك !. وقال ابن منده: فرق البخاري بينه وبين الذي قبله، يعني مالك بن عبد الله الخزاعي الذي يأتي ذكره. أخرجه الثلاثة. قلت: قول ابن منده فرق البخاري بينه وبين مالك بن عبد الله الخزاعي، يدل على أنه ظن أنهما واحد، ونقل التفرقة عن البخاري ليبرأ من عهدته، فإن ظنهما واحداً فهو وهم، وهما اثنان لا شبهة فيه، وأين خثعم من خزاعة ?! والخثعمي أشهر من أن يشتبه بغيره، وإنما اختلفوا في صحبته لا غير.
|